بسم الله الرحمن الرحيم وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب
الحمد لله الذي حصر الكتاب والسنة، والطريقة المنجية المرضية في مذاهب الأئمة الأربعة ذوي الرتب العلية، وأبقاها بفضله إلى قيام الساعة، وجعل مقلديهم ظاهرين معزوزين أهل سنة وجماعة، والصلاة والسلام على سيدنا محمد القائل: ( إذا ظهر الفتن والبدع، وسبت أصحابي فليظهر العالم علمه، ومن لم يفعل ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله له صرفا ولا عدلا) والقائل: ( إذا لعن آخر هذه الأمة أولها فمن كتم حديثا فقد كتم ما أنزل الله عز وجل) والقائل أيضا: ( ما ظهر أهل بدعة إلا أظهر الله فيهم حجة على لسان من شاء من خلقه ) والقائل أيضا: ( أهل البدع شر الخلق والخليقة ) والقائل أيضا: ( أصحاب البدع كلاب النار ) والقائل أيضا: ( من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام ) والقائل أيضا: ( لا يقبل الله لصاحب بدعة صلاة ولا صوما ولا صدقة ولا حجا ولا عمرة ولا جهاد ولا صرفا ولا عدلا يخرج من الإسلام كما تخرج الشعرة من العجين ) والقائل : ( إذا مات صاحب بدعة فقد فُتِح فَتحٌ في الإسلام فتح ) والقائل: ( أترعون عن ذكر الفاجر أن تذكروه يعرفه الناس ) والقائل أيضا: ( أترعون عن ذكر الفاجر متى يعرفه الناس أذكروا الفاجر بما فيه يحذره الناس ) وعلى آله وصحبه والتابعين وتابعي التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد: فقد حملني على تسويد هذه الورقات ما هو مشاهد بالعيان من كثرة المغترين في هذا الزمان ولي برهة من الزمان أقدم رجلا وأؤخر أخرى في جمع شيء مما عسى الله أن يفتح به قلوبا عميا وءاذانا صما حتى شافهني بعض الإخوان من صلحاء الوقت الذابين عن شريعة نبينا صلى الله عليه وسلم بأنه عاين
ورقات منسوب فيهم للقطب الكامل والعالم العامل سيدنا مولانا الطيب رضي الله عنه ما يتحاشاه جنابه الأعظم ولا يليق بمقامه الأفخم ودلني على من هم بيده فلما عاينت ما عاين تحققت أن هذا الضلال المبين المغتر به أكثر المغترين وهو مخالفة الكتاب والسنة والصحابة والتابعين وتابعيهم هَلُمَّ جرا إلى يوم الدين وهو باختصار لو فعلوا جميع المنهيات وتركوا جميع المأمورات لتحمل الشيخ ذلك عنهم انظروا الحماقة وخرق هذا الجاهل الزنديق ما نسبه للولي الصالح مرب الصالحين والأقطاب من ابطال حكمة أو سأل الرسل ياللعجب العجاب وهذا لمن أعظم البهتان والفجور والكفر والنفاق والغرور يجب على المشنع الناسب لهذا القطب وغيره من هو بمثابته الأدب الشديد لتحامله على التكلم بغير علم والظاهر من حال من ينسب هذا للأولياء رضوان الله عليهم عدم مخالطته لأهل العلم ومثل هذا يخشى عليه مقت الله لكن شدة الجهل وضعف العقل وعدم الديانة توجب أكثر من ذلك وأمثال هذا الكاذب الجاهل يعلمون ويزجرون فأن لم ينزجروا عن ضلالتهم يكتب لمن يعتقد فيهم الصلاح بالأخذ عنهم أن يتركوهم ويهجروهم لعدم من يقيم الحدود فيهم يشهد لما قلناه قول الشيخ الإمام العارف أبو عبد الله سيدي محمد بن عباد أثناء شرحه لقول السيد العارف ابن عطاء الله لولا ميادين النفوس ما تحقق سير السائرين ما نصه ولا بد للمريد في هذه الطريق من صحبة شيخ محقق مرشد قد فرغ من تأديب نفسه وتخلص من هو له فليسلم نفسه إليه وليلزم طاعته والانقياد إليه في كل ما يشير به عليه من غير ارتياء ولا تأويل ولا تردد فقد قال من لم يكن له شيخ فالشيطان شيخه وقال: أبو علي الثقفي رضي الله عنه لو أن رجلا جمع العلوم كلها وصحب طوائف الناس لا يبلغ مبلغ الرجال إلا بالرياضة من شيخ أو إمام أو مؤدب ناصح ومن لم يأخذ أدبه من آمر له أو ناه يريه أعماله وروعانات نفسه فلا يجوز الإقتداء به وفي تصحيح المقامات وقال سيدي أبو مدين رضي الله عنه من لم يأخذ الأدب من المتأدبين أفسد من تبعه اهـ منه قلت وكثروا في وقتنا الضالين المضلين قللهم الله وطهر الأرض منهم لأنهم جعلوا أنفسهم واسطة بين الله وبين عباده وهم أخبث خلقه وحين تقول لأحدهم المقدم ينتفخ انتفاخ الزق المنتفخ بالنفس فإذا فتحته انفش ولا يسألهم أحد وردا إلا منحوه من غير تجربة ولا ينهون عما نهى الله عنه ولا يأمرون بما به أمر وإنما يمنحوه ويتركوه معتكفا على معاصيه وقبائحه ويزعم في نفسه الفقير المسكين أنه وصل غاية مراده ولم يعلم أن الشيطان لعب به يشهد لما قلناه قول العالم العلامة سيدنا محمد عليش في فتاويه والأمر لكل أحد بطريق القوم خروج عن منهج السادة إذ لا بد من تصحيح العقائد أولا ثم تعلم ما يجب تعلمه من ظواهر الشرع ثم من طلب الطريق وكان فيه أهلية لذلك أخذ عليه العهد وإلا فلا وبهذا يظهر أن الجاهل بظواهر الشرع وحال الطريق يحرم الوفاء بعهده لأنه كأخذ الدواء من غير طبيب فربما سعى الإنسان في هلاك نفسه وهو لا يشعر وقول معط الورد إلزم مقامك ولو كان معصية وعدم استتابته وعدم نهيه عن المنكر حرام وفاعله ملعون في كل ملة { لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبيس ما كانوا يفعلون } اهـ قلت والظاهر من أحوال هذا المقدمين قبحهم الله وقللهم نسألك اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أن تهديهم إنهم ما حملهم على الاقتحام في النار إلا كلمة شائعة ذائعة بينهم وقية الشيخ يريدون عرض الدنيا والله يريد الاخرة لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور والمتجاسر على هذا يبتلى بسلب الإيمان نسألك اللهم العفو والعافية يشهد لهذا قول محمد عليش في فتاويه أيضا ما قولكم دام فضلكم في رجل مشهور بالدين والصلاح أخذ العهد أولا على وحيد دهره وفريد عصره العارف بربه الشيخ محمد فتح الله فلما توفي إلى رحمة الله تعالى أخذ عن الشيخ الجنيد رحمه الله تعالى ثم بعد أن توفي هذا الأخير بنحو عام رءاه مع النبي صلى الله عليه وسلم المرة بعد المرة منا ما في كل رؤية يقولان له لا بد من إعطائك العهد لمن سألك إياه ورءا بعض الصالحين بعض ما يوافق رءياه فهل يجوز له أن يعطي العهد لمن سأله إياه امتثالا للأمر في المنام ولا التفات إلى اللائمين من العوام أفيدوا الجواب فأجبت بما نصه الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كنت أيه السائل أنت الذي تريد ذلك فأنت طبيب نفسك وأدرى بأحوالها فإن علمت منها الكمال والوصول إلى حضرة الله تعالى والإجتماع بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم يقظة وأهل لأن تكون واسطة بين الله تعالى وبين خلقه في إيصالهم إليه وجمعهم عليه فافعل ما أمرت به في المنام ولا تلتفت للوم العوام وإن علمت منها ضد ذلك فالواجب عليك التباعد عن هذا الأمر العظيم الخطر وكيف تتهاجم على أن تدخل غيرك إلى حضرة ملك الملوك وأنت في غاية البعد منها صعلوك أما تخشى على نفسك سلب الإيمان وإلباسها ثياب الذل وتخليدها في دار الهوان وإن أشكل عليك أمر نفسك فحكها بمحك التحقيق وعرض عليها مشكلات السنة والقرآن والتوحيد والفقه فإن أحسنت ذلك وعلمته علم أهل العرفان فهي حجة من حجج الله تعالى وصالحت لذلك وإن لم تحسن ذلك فهي كاذبة في دعواها لاعبة بك ساعية في هلاكك فالواجب عليك مخالفتها وردعها عن ذلك وطرق المعاش كثيرة والحمد لله وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما معناه ( أن من عمل من أعمال الآخرة عملا يتوصل به إلى أمر دنيوي لا يشم ريح الجنة مع أن ريحها يشم على خمسمائة عام ) وإن كنت أيها السائل غير مريدي ذلك فحك بذلك المحك فإنه الدليل القاطع والبرهان الساطع ما اتخذ الله من ولي جاهل وقد ذكر العارف الشعراني أن المربي يعرف مريده وهو نطفة في ظهر أبيه فينظر لهذا الذي يريد التربية والتسليك فإن كان كذلك فياحبذا وإلا فالواجب عليه التأدب والاشتغال بما يعنيه وأن لا يبيع آخرته بدنياه والله سبحانه وتعالى أعلم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آ له وصحبه وسلم اهـ فائدة قال ابن .جزي: في قوانينه إنما يدخل من المومنين النار من اجتمعت فيه سبعة أوصاف أحدها: أن تكون ذنوب تحرزا من المتقين، الثاني: أن يموت
غير تائب من ذنوبه ( فإن التائب من الذنب كما لا ذنب له )، الثالث: أن تكون ذنوبه كبائر فإن الصغائر تغفر باجتناب الكبائر، الرابع: أن لا تثقل حسناته فلو رجحت عن سيئاته ولو بوزن ذرة نجا من النار، والخامس: أن لا يكون ممن له النجاة بعمل سابق كأهل بدر وبيعة الرضوان، السادس: أن لا يشفع أحد فيه، السابع: أن لا يغفر الله له اهـ .
استنوقت الجمل بهذه الفائدة بغير قصد والله أعلم بالمراد الظاهر من هذه النصوص أن الواجب على من أراد الانخراط في عقد سلك ولي من أولياء الله أن يتحرى جهده في طلب المتمسكين بإتباع السنة ويجتنب المبتدعين الفجرة لموافقتهم سلطانهم المطاع الذي مخالفته لا تستطاع لما ورد في الحديث ( إني أخاف على أمتي من بعدي من أعمال ثلاثة: قالوا وماهي يارسول الله صلى الله عليه وسلم قال أخاف عليهم من زلة عالم ومن حكم جائر وهوى متبع ) وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ثلاثة يهدمن الدين زلة عالم، وجدال منافق بالقرآن ، وأئمة مضلون. ومثله عن أبي الدرداء ولا ضلال أضل من هذا لتوصلهم للعوام بما زين لهم شيطانهم مما ينسبونه لجناب الأولياء من خرق الإجماع ويعتقدون أنهم يقربونهم وهم يبعدونهم ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم الكاذبون { استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون }. وإن حصل منهم ذكر فهو مجرد حركة اللسان وسبب غفلتهم عن المراد من الذكر أن يكون ذكر الذاكر مع حضور قلبه وتوجهه بكليته إلى مولاه سبحانه وتعالى ما فتروه على الأولياء واعتقادهم أنهم هم القادرون على كل شيء فبالجملة لو سألت كثيرا منهم عن ربهم لقال لك على أكتاف سيدي فلان، والقليل منهم يقول ربي وسيدي فلان فالواجب على كل مسلم ومسلمة أن ينصح نفسه وإخوانه لقوله صلى الله عليه وسلم: ( الدين النصيحة ) من هذا المنى الذي شاع وذاع وأكثر مدعيه اليوم الجهلة الحمقة { الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا } ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وأسأل ممن تأمل نصيحتي أن يحملها بحسن ظنه على معنى ألفاظها ولا يتأمل بناء إعرابها لعدم معرفتي بصناعة النحو وإنما حملني على جمعها الحَميّة على الدين لتلاعب غير أهله به واشتغال بها عشية ءاخر يوم من السنة وإتمامها الضحوة يوم أول من السنة فيه فأل حسن كتبه من لم يكن أهل لمثل هذا عبيد ربه ورهين كسبه أحمد بن محمد ابن الحاج عبد القادر بن مَحمد بن مالك الفلاني ضحوة يوم الأربعاء افتتاح المحرم لسنة 1355. ونقلها عبد ربه
الغني به يحي بن محمد سلام العزاوي كان الله له ولوالديه وشيوخه وجميع المسلمين وليا ونصيرا ءامين ثم ءامين ءامين يوم 3 في شهر الفطر سنة 1382اهـ
ـــ قام بتخريج الآثار والأحاديث فضيلة الشيخ عبد القادر بن محمد حامد لمين المدرس بمدرسة الشيخ محمد باي بلعالم بأولف أدرار. ونقلها على الحاسوب أفقر العباد إلى رحمة ربه بوسماحة بن محمد بن عبد الحاكم غفر الله له ولوالديه ولشيوخه ولجميع المسلمين آمين. صبيحة الثلاثاء 11من رمضان 1438هـ الموافق لـ 06 جوان 2017م بمدرسة الشيخ محمد باي بلعالم أولف أدرار. والحمد لله رب العالمين أولا وأخيرا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
20
يونيو