اكتسبت منطقة أقبلي أهمية فلاحية كبيرة بسبب ما تحتويه من بساتين النخيل التي تسقى بماء (الفقارة) الذي تعتمد عليه كل قصور أقبلي، حيث أن حي ساهل وحده يضم ثلاث فقارات : فقارة تعرف بـ “أقبور” و هي الأكبر بـ 400 بئر تقريبا و كان تدفقها قديما يبلغ الألف حبة تقريبا، وأخرى تسمى”أترام” وثالثة تسمى ” أبنكور” وهي تسميات زناتية امازيغية و تكون المسافة بين البئر و البئر قرابة 05 أمتار، ، شاءت الحكمة الإلهية أن الهم سكان الناحية في اعتماد هذا الأسلوب التقليدي و العبقري ، فالفقارة عبارة عن سلسلة من الآبار مرتبطة في أسفلها بفتحات يمر من خلالها الماء، يبدأ العمل فيها من مكان عال ولا يزال ينحدر حتى يصل مستوى منخفض للأرض وقد يبلغ عمق البئر الأول أربعين مترا (40م) ثم ينخفض عمق الآبار تدريجيا إلى أن يخرج الماء على وجه الأرض انظر الشكل -03- فهو أسلوب ممتاز يستفيد من دفع الماء بعضه بعضا ، و قيل أن أصل تسميتها اشتق من الفقر وقيل من التفجير بتبديل الكاف المعقودة جيما لان الماء يتفجر منها ومن المؤرخين من يرى أن اسمها مأخوذ من العمود الفقري أي فقرات الظهر لان آبارها تشبه فقرات الظهر في تسلسلها بينما يرى البعض أنها مشتقة من الفقر الذي هو الحفر من قولك فقر كذا إذا حفره.
– نبذة عن كيفية توزيع المياه /
بعد خروج الماء من آبار الفقارة وسيلانها فوق الأرض طبعا يشترك فيها جميع أو معظم أهل القرية وتوزع على حسب الملكية من خلال القصرية ( بناء يوزع بواسطته الماء على حسب إنفاق كل شخص ) كما تبينه الصورة /
وآلة الكيل تسمى بالشقفة والحلافة تصنع من النحاس مدورة الشكل -01- أو مستقيمة الشكل -02-
-نوافذ في كل ثقب كبير حبة وفي الثقب الصغيرة قيراط أو أكثر.
والحبة فيها عدد أربع وعشرون قيراطا في كل قيراط أربع وعشرون وفي قيراط القيراط أربع وعشرون جزء،وآلة الكيل فيها شق دقيق هو لسان الميزان إذا وصله الماء بعد فتح ثقبه وسد غيرها وبقي مدة يسيل من غير فيض فتلك الحبة وان لم يرشح فان الحبة ناقصة وان فاض فان الثقب فيها أكثر من حبة وهكذا إذا تعددت الحبات والحبة على نوعين حبة المعبود أو الأصل و حبة الزريق فحبة المعبود هي الحبة الموهومة وحبة الزريق هي الحقيقية .
كيفية الحساب التقليدي:
هكذا الكيفية ترسم على قطعة من الطين ولكل فقارة قائمتان أحداهما تسمى زمام الكيل و الأخرى الجريدة الأصلية التي يتجرد فيها الحساب بعد أعوام أما قائمة الكيل فلا بد من حضورها عند الكيل ليعلم منها مقدار ما لكل ساقية على سبيل المثال إذا كان معبود فقارة 1000 حبة ووجدنا فيها 200حبة زريق ينوب لكل حبة من المعبود خمسة قراريط غير ربع إلا قيراطين من قيراط القيراط هكذا يرسم :│═ ولكل عشر حبات حبتان . وقد تجتمع مياه فقاقير في مسلك واحد ويعرف لكل فقارة معبودها وما اوجد فيها، وتكون المحاصاة على حسب المالكين في كل فقارة وهذا التقسيم صعب جدا إلا على أهل الخبرة فانه ضروري ومع ذلك لا يدرك إلا بطريقة التعليم الشفهي، و يبقى هذا النمط من الري من أذكى ما توصل إليه الإنسان قديما و هو ما تعتمد عليه منطقة توات بأقاليمها الثلاثة .
- تحميل الملف بصيغة PDF.
