ط د.عمرلطرش – أد.بعثمان عبد الرحمان
ملخص:
تعد الإجازات العلمية بأنواعها الملختلفة والاسانيد، علم من العلوم القيمة التي امتاز بها المسلمون عبر التاريخ، إذ تعتبر بمثابة الشهادات العلمية العالية التي تمنحها اليوم مختلف الجامعات، كما أنها تساهم في نقل العلوم من الشيوخ إلى طلبتهم بعد التأكد من كفاءتهم العلمية. وسنحاول أولا في هاته الدراسة
الكشف عبر وصف إجازة المخطوط، التعرف على المجيز والمجاز، كما تهدف الدراسة الى إبراز ذلك الدور الذي تؤديه الإجازات والاسانيد في حفظ ونقل أنواع العلوم إلى سائراقطار العالم.
1.مقدمة:
تعد الإجازات العلمية بأنواعها المختلفة والسماعات المباشرة ، أحد العلوم التي اختص بها المسلمون دون غيرهم عبرالتاريخ، كما اعتبرت مصدرا هاما وأساسيا لعلم الحديث وسائر العلوم عامة ، وهي امتداد لفن نقل وحفظ العلوم والمعارف عن طريق سلسلة معرفة الشيوخ ومروياتهم من خلال ذكرهم بالسند المتصل، كما تعد وثائق أساسية لمعرفة ودراسة التراجم والتعريف بتاريخ أصحابها والكتب المتدارسة والمتداولة في المرحلة التاريخية التي منحت فيها الإجازة، كما تعتبر شهادات علمية عن كفاءة المجاز ووصوله إلى درجة علمية حسنة، ولذلك حرص العلماء والطلبة والمريدونإ لى السعي لطلب واستجازة الشيوخ والعلماء المسندين،
والحرص الكبير على أخذ العلوم من أفواه الرجال عن طريق السماع المباشر واللإفتخار بذلك وتسجيل تلك السماعات على كتبهم، وفي ذلك يرى ابن خلدون أن الأخذ من الشيوخ مباشرة والحرص على لقائهم ضروري في شتى العلوم . كما أن الأسانيد بأنواعها والتي تعد سلسلة الرواة المتواترة في الحديث الصحيح، وهي سلسة
الشيوخ غيرالمنقطعة في اللإجازات الصوفية وغيرها من الإجازات العلمية والقرآنية وسائر العلوم، والإسناد هو رفع الحديث والكلام المتصل إلى صاحبه متواتراً، وهو خصيصة اختصت بها أمة الإسلام دون غيرها من الأمم، والسند هوالمنهج العلمي لحفظ العلم والدين والشرف والنسب من الضياع، وهو الطريقة المثلى في تواتر الأجيال والرواة. يتناول المقال الذي بين أيدينا إشكالية رئيسية وهي: ماالدور التي أدته اللإجازات العلمية والسند في خدمة ونقل العلوم بأنواعها عبر العصور التاريخية؟ وما مدى مساهمتها الفعالة في حفظ هاته المعرفة؟ والطرق المتبعة للتدقيق في نقلها؟ وهذا عن طريق الغوص في قراءة نموذج مخطوط إجازة من بين الإجازات العديدة التي كانت تتبادل بين العلماء والطلبة في منطقة توات وغيرها من الحواضر العلمية، وهي إجازة للشيخ حمزة بن الحاج احمد القبلاوي (المزداد 1221هـ،) نسبة الى أقبلي التابعة لمدينة اولف ولاية أدرار، الجزائر، الممنوحة لأحد طلبته، بعد طرح إشكاليات فرعية هي: التعرف على المجيز والمجاز ؟ ونص الإجازة وأسلوبها؟ والإجابة أخيرا ً على الدورالهام للإجازة والسند في الحفاظ على نقل العلوم والمعرفة إلى الجيال عبر التاريخ بدقة ومصداقية بالطريقة االسالمية الممتازة ؟ ومن ثم استنتاج النتائج المتوصل إليها عبر منهج وصفي تاريخي، وتكمن أهمية موضوعنا في دراسة الإجازة والسند كعلم من العلوم التي امتاز بها المسلمون ودورهما الهام في الحفظ والنقل، ومحاولة إطلاع القارئ الكريم وتحسيسه بأهميتهما لمحاولة بعث هذا الفن العزيز، ولمعالجة الموضوع والإحاطة به اتبعنا
خطة مقال تنطلق من المقدمة، والتطرق إلى مفهوم الإجازة والسند كعلم، ومن ثم التعريف بالمجاز والمجيز ، وقراءة وصفية للمخطوط من خلال التعرف على مضمونه، وأخيراً دور الإجازة والسند في حفظ ونقل العلوم عبرمراحل، وأهميتها في التواصل العلمي بين ربوع الأراضي الإسلامية
تحميل المقال كاملاً من هنا من اعداد / ط د.عمرلطرش – أد.بعثمان عبد الرحمان